ابداعات شباب جدة

شباب يهوى تعديلها و"التهبيط" أحدث صرعة
سيارات ترقص على أنغام الموسيقى وأخرى تقلد مالك الحزين

تغطية أسطوانات الغاز في المقاعد الخلفية بقطعة قماش

جدة: محمد الزايد
على هامش معرض جدة للسيارات تم عرض عدد من السيارات المعدلة, التي قام بعض الشباب بتعديلها لدوافع مختلفة، ويشمل التعديل عادة كافة أجزاء السيارة كالأبواب وغطاء المحرك والصندوق وكامل مقاعدها من الداخل والخارج.
ويلجأ بعض الشباب خلال التعديلات التي يجرونها على سياراتهم إلى تركيب مسجلات وسماعات ضخمة بها، كتلك التي تستخدم في الحفلات الخاصة، وهي ما يطلق عليه الشباب اسم "العدة"، ويعملون من خلالها على ترقيص السيارات على نغمات الموسيقى الصاخبة وتحريكها من الأمام والخلف وكافة الجوانب، وذلك بضغط الغاز من أنابيب الأوكسجين بواسطة ريموت يديره شاب يتولى توزيع هذه الحركات، لتتمايل معها السيارة في رقصة تدهش الجمهور الذي يتابع بكثافة.
ويقدم البعض استعراضات ومشاهد من تقليعات السيارات، ومنها مثلا مشهد " نفث النار" بشكل قوي من باطن السيارة ومن مؤخرتها، مع ما يصاحبه من أصوات مرعبة تبثها هذه المسجلات الضخمة أثناء العرض، وقد يشكل هذا خطراً داهماً في حال تعرضت هذه المركبة لحريق جراء تسرب مواد بترولية منها، خصوصا حين تكون تسير في الطرقات العامة، وحتى وهي تقوم بهذا العرض.
ويثير البعض عددا من الأسئلة عن مدى مطابقة هذه التعديلات للمواصفات والمقاييس التي تخضع لها هذه المركبات أثناء دخولها المملكة.. أم هي مخالفة لهذه المواصفات ؟ وكذلك هل حصل هؤلاء الشباب على تراخيص من جهة رسمية لإجراء هذه التعديلات ؟، وهل الورش التي تقوم بهذه التعديلات مرخص لها بذلك؟
جميع الشباب ردوا بجواب واحد..هو (لا)، وأضافوا (لا نعلم عن ذلك شيئا) ومنهم الشاب عبد الكريم الطويرم، الذي أوضح أن سيارته المشارك بها في هذا المعرض كلفته ما يزيد عن 45 ألف ريال، وذلك لتعديل الأبواب الأربعة، وتغيير كامل الديكور الداخلي ولون السيارة بالكامل، وإضافة شاشات عرض تلفزيونية.
يقول الطويرم إنه حل في المركز الثاني على مستوى محافظة جدة في إحدى المشاركات التي أقيمت بنادي سباق السيارات وحصل على درع خاص, وعما إذا كان قد تعرض لعقوبات مرورية جراء هذه التعديلات قال إنه كثيرا ما تعرض لعقوبات بشأن ما أسماه "التهبيط"، وهو إنزال السيارة إلى حد قريب جدا من سطح الأرض، حتى تبدو وكأنها تزحف.
وأضاف أنه يتعرض لبعض المضايقات المرورية، لكن الدرع الذي فاز به والذي يحمله معه دائما، هو الذي ينقذه من قبضة رجال المرور، حيث يبرزه لهم كحجة على أنه حصل عليه جراء قيامه بتلك التعديلات على حد قوله.
ويرفض الشاب محمود قمصاني وضع من يقوم بالتهبيط في قائمة المخالفين، خصوصا إذا لم يقم بتعطيل السير، أو الانخراط فيما يعرف بـ "المواكب"، وهو سير هذا النوع من السيارات في طوابير طويلة متتابعة.
وأضاف قمصاني أن الشاب الذي ينفق كل هذه المبالغ على سيارته سيكون أكثر هدوءا وحرصا من غيره، كما أن عملية " التهبيط " ستجعله أقل تهورا، لأنه سوف يكون خائفا على سيارته لقربها من الأرض, وطالب بتخفيف العقوبات على هؤلاء " المهبطين "، ومنحهم تصاريح خاصة، وتساءل : كيف يتم السماح لهذه السيارات المعدلة بالمشاركة في مثل هذه المعارض، بينما إذا سارت في الشوارع يتعرض أصحابها للمضايقات والعقوبات، بحجة أنهم ارتكبوا مخالفات، مشيرا إلى أن هذا ضرب من التناقضات.
وينفي قمصاني وجود ورش متخصصة تقوم بهذه التعديلات ويقول "نحن الذين نزود تلك الورش بالأفكار لتقوم هي بالتطبيق فقط، كما أن التغيير يمكن أن يطال محرك السيارة، وذلك بتغيير سرعته وتطويرها، وفي ورش غير ورش تعديل الهيكل"، مؤكدا أن تلك الورش ليست متخصصة على الإطلاق في هذا المجال.
أما الشاب هاني كانو الذي يمارس هذه الهواية منذ 8 سنوات، وتعد هذه المشاركة الثانية بالنسبة له فيقول " التصور الخاص بتعديل سيارتي من بنات أفكاري، والتطبيق يتم عن طريق الورش، وقد أنفقت أكثر من 50 ألف ريال لتعديل سيارتي التي أطلقت عليها اسم (كرسيدا التحميس)، حيث قمت بتجميلها بجهاز هيدروليكي كلفته 13 ألف ريال، فيما بلغت كلفة تعديل الأبواب 8 آلاف ريال للأبواب الأمامية، و5 آلاف ريال للأبواب الخلفية، إضافة لقيمة التغيير الداخلي الذي يشمل الأجزاء الداخلية من السيارة، وما يسمى بـ"العدة" والشاشات وكافة الإكسسوارات".
ويضيف "قبل 4 أو 5 سنوات كنا نتعرض لمضايقات كبيرة من رجال المرور، ولكن الأمر أخف الآن، حيث أصبح منظر السيارة المعدلة مألوفاً أكثر من ذي قبل، ولكن مازلنا نعاني من اعتبارنا مخالفين عندما ننزل السيارة عن مستواها الطبيعي فقط".
ويقول الشاب تركي الغامدي الذي يمارس هذه الهواية منذ 3 سنوات إنه يختلف عن كل الشباب، لامتلاكه ورشة خاصة به سعى من خلالها لجعل أبواب سيارته المعدلة تفتح وتغلق عن طريق الشفط، معتمدا في ذلك على الكهرباء، وليس كحال باقي السيارات في المعرض والتي تعتمد على الطريقة اليدوية، مضيفا أنه من أجل هذا الغرض قام بجلب مواتير الكهرباء من أمريكا، وكلفته أكثر من 24 ألف ريال، كما يعتمد على رفع سيارته وخفضها على جهاز هيدروليكي خاص وآمن، وليس على أسطوانات غاز الأوكسجين الخطيرة والمعرضة للانفجار في أي وقت.
ويؤكد الغامدي أنه الوحيد في المعرض الذي يعمل على رفع أو شفط إطار سيارته، وهي في وضع مستقيم دون رفعها من جهة أخرى، ويطلق على هذه الحركة اسم " وقفة مالك الحزين".
وفي إطار المعرض تم تخصيص موقع آخر لشباب صغار في السن حاولوا تقليد الكبار فيما برعوا فيه، وذلك بشراء مجسمات سيارات صغيرة مشابهة للسيارات الكبيرة تماما، وقاموا بإجراء تعديلاتهم عليها، وذلك وفق تفكير كل واحد منهم ووفق خياله وإبداعه، من هؤلاء الشاب مهند حبال الذي يدرس بالصف الثاني الثانوي.
يقول مهند إنه يمارس هوايته معتمدا على عدة أدوات في تغيير هياكل المجسمات الصغيرة، وتقليد الحقيقية منها، بالاعتماد على ورش سيارات في تعديل مجسماته وطلائها وتبلغ قيمة الواحد منها 150 ريالا قبل التعديل، وتصل قيمته بعد التعديل إلى 1000 ريال، ويضيف مهند أنه لا يعتمد في تعديله على ما يراه في السيارات الكبيرة فقط، وإنما يقوم بإدخال تعديلات وتطوير وضع مجسماته بأفكار من وحي خياله.
الشاب فهد الشمري (طالب بالسنة الأولى بكلية الإدارة والاقتصاد) يؤكد على حبه لهذه الهواية، وأنه يعمل على تطوير مجسمات السيارات بأفكار من الواقع، وأخرى من خياله، حيث يتم تحريك هذه المجسمات بعمل ريموتات خاصة بتحريكها عن بعد.
أما الشاب تركي الحارثي فيسعى لفتح موقع لهذه المجسمات على الشبكة العنكبوتية، موضحا أنه اكتسب هذه الهواية من والده الذي يعمل على صنع مجسمات صغيرة للطائرات، وقد استعان بما لديه من معدات ليجهز مجسماته الصغيرة من السيارات، والتي يعمل على إعدادها وطلائها بمفرده ليبيعها بعد ذلك.
وحبا للتقليد خصوصا في رفع جزء من السيارة وخفضه، كما هي الحال في السيارات الكبيرة والذي يتم بأسطوانات غاز الأوكسجين أو الجهاز الهيدروليكي فقد عمل الحارثي على تزويد كل إطار من إطارات المجسمات الصغيرة في سيارته بإبر طبية يمتد من كل منها أنبوب يتم إيصاله بإبرة خارجية، تعمل من خلال ضغط الهواء وسحبه على رفع أو خفض السيارة من أي جهة من جهاتها الأربع، وقال إن قيمة هذا المجسم بلغت 1200 ريال.
محبكم:محمد خصيفان